سئل فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان (حفظه الله) هذا السؤال:
بعض الناس يختم اسمه (بالسلفي) أو (الأثري) فهل هذا من تزكية النفس أو هو موافق للشرع؟
الجواب :
"المطلوب أن الإنسان يتبع الحق، المطلوب أن الإنسان يبحث عن الحق ويطلب الحق ويعمل به، أما إنه يتسمى بأنه (سلفي) أو (أثري) أو ما أشبه ذلك فلا داعي لهذا، الله يعلم سبحانه وتعالى: (قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوا توما في الأرض والله بكل شيء عليم).
فالله يعلم ما في السماوات وما في الأرض،والله بكل شيء عليم .
فالتسمي (سلفي، أثري) أو ما أشبه ذلك، هذا لا أصل له، نحن ننظر إلى الحقيقة ولا ننظر إلى القول والتسمي والدعاوى، قد يقول إنه سلفي وما هو بسلفي، أو أثري وما هو بأثري، وقد يكون سلفياً أو أثرياً؛ وهو ما قال إنه أثري أوسلفي.
فالنظر إلى الحقائق لا إلى المسميات ولا إلى الدعاوى، وعلى المسلم أن يلزم الأدب مع الله سبحانه وتعالى، لما قالت الأعراب: (آمنا) أنكر الله عليهم (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا) (ولكن قولوا أسلمنا)، الله أنكرعليهم أن يسموا ويصفون أنفسهم بالإيمان، وهم ما بعد وصلوا لهذه المرتبة، أعراب جاءوا من البادية، ويدعون أنهم صاروا مؤمنين على طول، لا. أسلموا دخلوا في الإسلام،وإذا استمروا وتعلموا دخل الإيمان في قلوبهم شيئاً فشيئاً (ولما يدخل الإيمان في قلوبكم) وكلمة (لما) للشيء الذي يتوقع، يعني سيدخل الإيمان، لكن إنك تدعيه من أول مرة هذه تزكية للنفس.
فلا حاجة إنك تقول: "أنا سلفي، أنا أثري" أنا كذا، أنا كذا، عليك أن تطلب الحق وتعمل به وتصلح النية، والله الذي يعلم -سبحانه- الحقائق.
قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - :
إذا كثرت الأحزاب في الأمة فلا تنتم إلى حزب، فقد ظهرت طوائف من قديم الزمان مثل الخوارج والمعتزلة والجهمية والرافضة،ثم ظهرت أخيراً إخوانيون وسلفيون وتبليغيون وما أشبه ذلك، فكل هذه الفرق اجعلها على اليسار وعليك بالأمام وهو ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "عَلَيكُم بِسُنَّتي وَسُنَّة الخُلَفَاء الرَاشِدين"
ولا شك أن الواجب على جميع المسلمين أن يكون مذهبهم مذهب السلف لا الانتماء إلى حزب معين يسمى السلفيين، والواجب أن تكون الأمة الاسلامية مذهبها مذهب السلف الصالح لا التحزب إلى من يسمى ( السلفيون) فهناك طريق السلف وهناك حزب يسمى (السلفيون) والمطلوب اتباع السلف،إلا أن الإخوة السلفيين هم أقرب الفرق إلى الصواب ولكن مشكلتهم كغيرهم أن بعض هذه الفرق يضلل بعضاً ويبدعه ويفسقه، ونحن لا ننكر هذا إذا كانوا مستحقين، لكننا ننكر معالجة هذه البدع بهذه الطريقة ، والواجب أن يجتمع رؤساء هذه الفرق، ويقولون: بيننا كتاب الله عزّ وجل وسنة رسوله فلنتحاكم إليهما لا إلى الأهواء والآراء، ولا إلى فلان أو فلان، فكلٌّ يخطئ ويصيب مهما بلغ من العلم والعبادة ولكن العصمة في دين الإسلام.
فهذا الحديث أرشد فيه النبي صلى الله عليه وسلم إلى سلوك طريق مستقيم يسلم فيه الإنسان، ولا ينتمي إلى أي فرقة إلا إلى طريق السلف الصالح سنة النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين المهديين.
شرح الأربعين النووية، حديث (28) أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة
قال ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (3/ 416): "والله قد سمانا في القرآن المسلمين المؤمنين عبادالله، فلا نعدل عن الأسماء التي سماناالله بها إلى أسماء أحدثها قوم وسموها هم وآباؤهم ما أنزل اللهبها من سلطان.