بسم الله الرحمن الرحيم
يمامة الوادي
إذا صح مثل هذا العنوان فإني اعتبر هذا لون من ألوان الغزل العالي الراقي ..- - -قد نجد في الناس _ ذكرا كان أم أنثى _ من يتحلى بحلو السمات وشيء من كريم الخصال ، ولمحة من شريف الصفات فيأسرنا بذلك إليه ، ويشدنا نحوه ..فنرى الرجل _ وربما المرأة_ هنا أو هناك ،وقد تحلى برائعة من روائع السلوك تلفت إليه النظر بقوة ..- -أما محمد ( صلى الله عليه وسلم) ..أما محمد .. فحسبك أنه محمد ..!!ومن مثل محمد في العالمين ..!!؟بل من مثل محمد في التاريخ !؟وهل ولدت أنثى منذ أن عرفت الدنيا نفسها ،رجلا كمحمد ( صلى الله عليه وسلم ) ؟ليس كمثله بشر في روعة أخلاقه ، وعظيم خصاله ونبل سلوكه ، وطيب محياه ومماته ، وشدة تقواه ..عرفته السماء قبل أن تعرفه الأرض ..ألا يكفي أن رب العالمين وصفه بالنور ..!؟وهل مثل النور شيء في صفائه وتلألؤه وإشراقه وانتشاره ..؟!- -من مثل محمد ..؟!قوة إيمان لا يدانيه فيها أحد ..وروعة يقين تتكسر رقاب العالمين وهي تشرئب إلى الذرا التي وصل إليها ..استكمل صفات الكمال ، فكان لا يُجارى فيها وإنما يحاول عقلاء الناس ( جاهدين ) محاكاته في بعضها ..- - -صبيح الوجه ، كأنما الشمس تدور في وجهه ..حلو المنطق ، كأنما النور يتلألأ بين شفتيه ..عذب الروح تهفو إليه القلوب ،وتألفه كل نفس اقتربت منه بعد أن آمنت به ..موسوعة أخلاق راقية عالية تدير العقل ، وتبهر النفس ..لكنها موسوعة متحركة تراها عيون الدنيا ،متمثلة في إنسان متميز فريد ..اسمه محمد " كان خلقه القرآن " ..عليه أفضل الصلاة والسلام- - -وكم أعجبني واهتز نفسي لقول القائل وهو يناجي ربه :يا مبدع هذا الكون…… ثم استدرك فقال مصححاً :يا مبدع محمد … اعطني سؤلي ..!!يا لروعة هذا الاستعطاف :يا مبدع محمد ..!!إذا كان الكون بديعاً مبهجاً ملفتاً للنظر ، والإعجاب والانبهار به فمحمد ( عليه أفضل وأزكى السلام ) :أكثر روعة ، واشد بهاء ، وأقوى أثراً في القلب من كل هذه البدائع المبثوثة !!يا مبدع محمد …!يااااااااا مبدع محمد اعطنا سؤلنا ، وأكرمنا ولا تهنا ..فقد مننت علينا أن نكون أتباعاً لسيد البشرية محمد ،مننت علينا بذلك دون أن نسألك ،فلا تحرمنا الجنة ورضاك ونحن نلح عليك في طلبهما ..يااااا مبدع محمد ( صلى الله عليه وسلم ) لا تخيب رجاءنا فيك- - -يا إلهي ..! ما أروع محمد ..!!نعم ، ما أروع وأبدع وأجمل وأكمل محمد ..صلى الله على سيد الأولين والآخرين وسلم تسليما كثيراعدد ما أحاط به علمه ، وخط به قلمه ، وأحصاه كتابه ،- -وصدق والله القائل الذي عوتب في اتباع محمد فصاح :نظرة من محمد أحب إلي من الدنيا وما عليها ..!!يااااه ماذا يفعل حب محمد بالإنسان إذ استقرت محبته في جذور القلب !؟على أن تترجم هذه المحبة في صورة عمل وسلوك تراه عيون الدنيا- - -تتكسر الأقلام .. ويجف المداد ..وتطوى صفحة الأيام والليالي ..وتزول الدنيا .. ولا يزال الكلام عن محمد مستمر ممتد لذيذ ممتع يحلو ويطيب ويعذب ويروق ..ولكن هذا جهد المقلّ .فالمعذرة يا سيدي .المعذرة ، فقد عجزت من المواصلة ،وفاضت العبرة .. وانقطع بي الكلام ..وعلى تفنن واصفيه بمدحهِ *** يفنى الزمانُ وفيه ما لم يوصفِ
ولله در القائل :
واللهِ ما خلَقَ الإلهُ ولا برى *** بشراً يُرى كمحمدٍ بين الورى- -اللهم لا تحرمنا صحبة نبينا في دار كرامتك ..واجمعنا به ، ومتعنا بالنظر إليه ،واملأ قلوبنا بمحبته ، وأعنا على حسن التأسي به ..حتى ترضى عنا ، فتلحقنا به في مقعد صدق من دون سابقة عذاب ، ولا مناقشة حساب ..اللهم آمين .. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم