سائقو شاحنات نقل الحاويات يتحولون إلى لقمة سائغة للصوص ليلا
زرع مجهولون داخل ميناء العاصمة، وفي محيطه، الرعب بين المستوردين ووكلاء العبور وسائقي الشاحنات التي تنقل الحاويات. وأصبحت أرواح وبضائع هؤلاء غير آمنة منذ أسابيع، بعد أن نجح مجهولون في التسلل إلى الميناء للقيام بالسرقات.
لا يزال لغز تمكن لصوص مجهولين من التسلل إلى ميناء العاصمة قائما، حيث يغتنم هؤلاء فرصة انشغال أصحاب الحاويات والمصرحين الجمركيين، أثناء فحص الحاويات، ليقوموا بسرقة ما خف وزنه وغلا ثمنه من مختلف الواردات، سيما الأدوات الكهرومنزلية والالكترونية، وهي حوادث لا يكتشفها الضحايا إلا عند تسلم البضاعة غير الكاملة، سيما وأن عمليات السرقة تتم خلال عمليات الفحص الجمركي للحاويات.
وتتكرر حوادث السرقة يوميا بدون توقف، حيث ما يكاد يعلن أحدهم وقوعه ضحية سرقة، حتى يكتشف ثان أنه هو الآخر لم يسلم من السرقة من يد اللصوص. ولم تجد إدارة ميناء العاصمة، سواء في جزئه المسير من طرف المجمع الإماراتي، أو الجزء المسير من طرف المؤسسة المينائية العمومية، من حل لهذه الوضعية سوى إعلام مصالح الأمن. حيث بلغ معدل السرقات نهارا بين 20 و50 حالة في اليوم الواحد.
وليست وحدها السرقات المسجلة نهارا داخل الميناء التي تؤرق مصالح الأمن منذ أسابيع، بل حتى اضطرار أصحاب الشاحنات للمبيت طيلة الليل انتظارا لدور الشحن، والمرور على السكانير الذي تسبب العطب الذي أصابه في إطالة مدة الانتظار، من ساعات إلى أيام وأسابيع، ما جعل سائقي الشاحنات لقمة سائغة لعصابات السرقة والاعتداءات الجسدية، حيث تعرض ما معدله 6 إلى 10 سائق شاحنة إلى محاولة اعتداء في جنح الظلام، لسلبهم أموالهم وما بحوزتهم.
ولا تزال التحريات من طرف مصالح الأمن جارية حول هوية من يقف وراء السرقات، لتحديد فيما إذا كان من داخل الميناء، أم هم لصوص من خارجه يتسللون عبر الجدران، وبمساعدة آخرين داخل الميناء.
وفي سياق متصل، أفادت نفس المصادر أن التحريات التي شرع فيها تهدف، ليس فقط لوضع حد للاعتداءات، وتحديد هوية عصابات السرقة والمعتدين على أصحاب الشاحنات، وإنما ترتكز التحقيقات على تحديد هوية من يسهل تسلل اللصوص إلى الميناء، وإذا كان الضالعون في السرقات ليسوا من داخل الميناء، وهو ما يعتبر خطرا على أمن مؤسسة حساسة.