لا تزال الكثـير من العائلات الجيجلية تتربع على أصول عاداتها وتقاليدها خلال شهر رمضان، فتحتفل بمنتصفه وتميزه عن باقي الأيام، كل حسب طريقتها، حيث تلجأ بعضها إلى ما يعرف محليا بـ''النفقة''، وأخرى لذبح المواشي وإعداد أطباق تقليدية تختلف حسب المناطق.
كشفت الحاجة ''الشريفة'' بأنها لا تزال تحتفل بمنتصف شهر رمضان المعظم، الذي تطلق عليه اسم ''الموسم''، وتشبهه باليوم 15 من شهر شعبان أو ما يسمى محليا بـ''قسام الأرزاق''، حيث تقول ''في مثـل هذا اليوم، تقوم الكثـير من العائلات بالنفقة، وذلك باقتناء اللحوم حسب مقدرة كل واحدة، وكذا مختلف أنواع الخضر والفواكه، على أن يتم تحضير أطباق تقليدية بالمناسبة، وفي مقدمتها الكسكسي باللحم، أو الشخشوخة والتريدة والرشتة... وغيرها''.
بينما تلجأ عائلات أخرى ـ مثـلما تضيف المتحدثـة ـ إلى ذبح المواشي من أغنام وماعز، أو اقتناء العجول وذبحها وتقسيم لحمها فيما بينهم، في إطار ما يعرف بـ''السهمة'' أو ''لوزيعة'' مثـلما تسمى لدى البعض، وهي الظاهرة التي تنتشر خاصة في المناطق الريفية، وما يميز هذه ''الذبيحة'' أنها تقسم على كافة عائلات ''المشتة الواحدة'' ويتساوى فيها الغني والفقير.
وتقول الحاجة ''الشريفة'' بأن الاحتفال بهذا اليوم لن يكتمل إلا بحضور كافة أفراد العائلة في ما يعرف بـ''اللمة''، في سهرة رمضانية تمتزج خلالها الحكايات بألذ الأطباق التقليدية.
من جهتها، ذكرت السيدة ''أمينة'' بأن ميزة هذا اليوم مقارنة بباقي أيام شهر رمضان، جعلت منه بعض العائلات بمثـابة أول يوم صيام بالنسبة لأبنائها ممن بلغوا سن الصوم، معتبرين إياه يوما مباركا، فيما تلجأ عائلات أخرى إلى دعوة بناتها المتزوجات، لاسيما اللواتي تزوجن حديثـا لمشاركتها الفطور والسهرة.
وأشارت المتحدثـة، من جهة أخرى، إلى أن منتصف رمضان أو كما تسميه ''النصفية''، غالبا ما تشرع في التحضير له في وقت مبكر من الصباح، بتذكير رب العائلة بأنه يوم ''موسم'' قصد اقتناء اللوازم الضرورية لتحضير الأطباق، إلا أنها كشفت من جانب آخر بأن عادات وتقاليد هذه المناسبة بدأت في السنوات الأخيرة تختفي تدريجيا في الكثـير من البيوت، وأصبحت عائلات عديدة تجتاز هذا اليوم مثـل باقي أيام الشهر، في ظل تراجع مظاهر التكافل الاجتماعي.