يتزايد إقبال المرضى من أغلب مناطق الجنوب على اقتناء تمور ''النبي''، أو ما يسمى تمر المدينة المنورة، ويقال بأن لها مفعولا طبيا نادرا، وبأن النخيل المنتج لهذه التمور تم جلب بذوره قبل عشرات السنين من المدينة المنورة وزرعت هنا على سبيل البركة.
يهتم فوضيل، وهو فلاح في عقده السابع، بنخلتين من بين المئات من أشجار النخيل التي يملكها، ويسارع فور دخوله إلى البستان لتفقدهما، بسبب أنهما من سلالة نادرة جدا من نخيل أحد بساتين المدينة المنورة. وحتى قبل جني محصول النخلتين، فإن أغلب الكمية تكون مطلوبة من طرف المرضى وبعض أصحاب محلات العطارة. يقال بأن نخيل المدينة المنورة الذي زرع بأعداد محدودة لا تتعدى 50 أو 60 نخلة في محيط الجديد الفلاحي، بعد أن جلب في شكل نوى تمر أو بذور وزرع بعناية خاصة، يساعد ـ حسب بعض الروايات ـ في الشفاء من أمراض المعدة وآلام الجهاز الهضمي وأغلب أمراض الأطفال الصغار، ويأكله بعض الأشخاص للتفاؤل به، وهو لا يشبه أنواع التمور الجزائرية الأخرى، حيث يتميز بصغر حجمه وميل لونه للسواد في بعض الأحيان. ويصل سعر الكيلوغرام الواحد منه إلى 1000 دينار، بينما يقدمه بعض الفلاحين كصدقة أو هدية. وتكمن أهمية تمر ''النبي'' أو المدينة المنورة الذي ينتج في بلدية سبسب في غرداية، في كونه يزرع في نفس الظروف المناخية الموجودة في المدينة المنورة.