- إصابة بجلطة الشرايين التاجية هي إحدى صور قصور هذه الشرايين على تغذية القلب باحتياجاته اللازمة وغالباً ما تكون نتيجة تصلبها.
ويتم علاج الحالات الحادة في وحدات العناية المركزة المخصصة لعلاج أمراض القلب حيث توجد أجهزة الملاحظة المستمرة للضغط الدموي النسق القلبي وأجهزة الفحص والتدخل العلاجي بجانب سرير المريض. هذا بالإضافة إلى توافر مختلف أدوية القلب والشرايين والعقاقير المذيبة للجلطة التي قد تستعمل بصورة وقائية أو عاجلة لمنع أو علاج المضاعفات المتوقع حدوثها في هذه الحالات.
ويستمر بقاء المريض بالعناية المركزة حتى تستقر حالته وتختلف فترة الإقامة من مريض لآخر حسب نوع التدخل العلاجي واستجابة المريض له، إلى جانب نوع ومدى المضاعفات التي قد تحدث مثل الصدمة القلبية الناتجة عن الهبوط الحاد للقلب والدورة الدموية واضطرابات النسق القلبي والارتجاع الحاد بالصمام الميترالي وتضخم عضلة القلب أو تمزقها وحدوث ثقب بالحاجز البطيني والسكتة القلبية بالإضافة إلى حدوث جلطة بشرايين أخرى بالجسم كالطرفية والمخية نتيجة تناثر فقطة من التجلط الدموي المتكون على الجزء المصاب من عضلة القلب.
وبعد استقرار حالة المريض ومغادرته للمستشفي يجب عليه إتباع نظام خاص في حياته اليومية وتحت الملاحظة الطبية، حتى يقيه من المضاعفات الآجلة أو تكرار الإصابة فيما بعد.
1- ماذا حول التدخين؟
يجب الامتناع عن التدخين بمختلف أنواعه وكذلك الكحوليات خاصة في حالات ارتفاع ضغط الدم وهبوط عضلة القلب.
2- ماذا عن شرب الشاي والقهوة؟
من المعروف إن هذه المشروبات ومثلها الكاكاو والكولا تحتوي على مادة الثيوفيللين. وهي مادة منبهة ومنشطة لعضلة القلب وتؤدي إلى زيادة سرعة وقوة ضربات القلب. ولذلك فنحن لا نفضل تناولها خاصة في الفترة المبكرة بعد الإصابة عندما تكون عضلة القلب أكثر حساسية وتعرضاً للاضطرابات. أما بعد ذلك فنسمح للمرضي بفنجان شاي خفيف باللبن الحليب صباحاً أما القهوة فهي تحتوي أيضاً على مادة الكافيين ويفضل عدم تناولها، خاصة النسكافيه لأنه يذوب إذابة تامة دون ترسيب.
3- وماذا عن نظام الأكل؟
أولاً يجب على المرضى الذين يعانون من السمنة أن يعملوا على الإنقاص من وزنهم باتباع رجيم غذائي مناسب. أما في جميع الحالات فننصح أن يكون الغذاء خفيفاً بدون دسم ودهون وقليل الكوليسترول وأن يكون بدون ملح في حالات ارتفاع ضغط الدم وهبوط القلب. فيجب أن يتجنب المريض المسبكات والمقليات والمسلي الطبيعي والصناعي واللحوم السمينة والحمراء كالضأن والحمام والبط والأوز والكبد والكلاوي. ويضاف إلى قائمة الممنوعات الحلوى الشرقية والغربية والمطبوخة والشيكولاتة والقشدة والطحينة والفول السوداني والمكسرات بجميع أنواعها. ويجب على ربة المنزل التعود على الطهي بزيت الذرة.
هذا عن نوعية الطعام، ولكن بنفس المقدار من الأهمية يجب أن يتجنب المريض ملء المعدة بالطعام فعليه أن يأكل كميات صغيرة موزعة على عدة وجبات يومية كما أن عليه تجنب عمل أي مجهود أو النوم مباشرة بعد الأكل بأقل من ساعتين.
وأخيراً بالنسبة للمرضي الذين يتضمن قائمة علاجهم الأدوية اللازمة لزيادة سيولة الدم فعليهم الامتناع عن بعض الأطعمة التي تقلل من فعالية هذه الأدوية مثل الكرنب والخس والسبانخ والفاصوليا الخضراء والبازلاء والبطاطس.
4- ما هو المجهود المسموح والتمارين المناسبة لهذه الحالات؟
طبعاً يختلف هذا من حالة إلى أخرى. ولكن في الحالات التي تحدث لها مضاعفات مثل تضخم القلب واضطرابات النسق القلبي وهبوط عضلة القلب، نحن ننصح هؤلاء المرضي بزيادة مجهودهم بشكل تدريجي حتى يعودوا إلى حوالي 90% من مستوى المجهود الذي اعتادوا عليه قبل الإصابة وذلك في خلال ثلاثة أشهر. فننصحهم برياضة المشي المعتدل حوالي 1-3 أميال وذلك مع نهاية الشهر الثاني من تاريخ الإصابة كما يمكنهم ممارسة هوايتهم والأنشطة الرياضية مثل الجولف والتنس أثناء الشهر الثالث. ننصح مرضانا بإتباع النظام حتى نتمكن سوياً من الوصول إلى المستوى الأمثل لوظيفة القلب
كل حسب حالته.
وخلال الشهر الثالث أو الرابع من تاريخ الإصابة، يتم عمل رسم قلب مع المجهود وإذا اجتازه المريض بنجاح بدون حدوث نهجان أو ألم بالصدر أو تغييرات في رسم القلب، فيمكنه أن يشارك في التمارين والأنشطة الرياضية المختلفة.
ولكن على الرغم من هذا ننصحه بتجنب المجهود الشديد خاصة في الظروف الغير مريحة مثل شدة الحر أو البرد أو بعد الأكل مباشرة.
5- وماذا لو حدثت آلام بالصدر عند ممارسة المريض للتمارين؟
لو حدثت هذه الآلام خاصة لو كانت شبيهة بتلك التي شعر بها أثناء الإصابة السابقة، فعليه التوقف عن المجهود وأخذ قرص "إيزورديل" أو ما يشابهه تحت اللسان ويجب أن يكون معه باستمرار لاستخدامه وقت الشعور بهذه الآلام ثم يجب عليه أن يعاود الذهاب إلى طبيبه المعالج لإجراء الكشف والفحوص اللازمة ونحن ننصح المريض بتدوين مذكرات يومية عن نشاطه وعدد مرات حدوث تلك الآلام والوقت الذي تستغرقه حتى يتمكن الطبيب من عمل التعديل المناسب في العلاج أثناء متابعته.
6- ما هو النوم المناسب لهؤلاء المرضى؟
يجب أن ينام المريض فترات كافية من 6 إلى 8 ساعات يومياً وأن يتجنب النوم بعد الأكل مباشرةً وأن يتجنب السهر وقد يحتاج إلى المهدئات في بعض الأحيان للوصول لهذا الغرض.
7- ماذا عن العمل لهؤلاء المرضى؟
غالباً يعود المريض لمزاولة عمله المهني في خلال 6 إلى 8 أسابيع من وقت مغادرته المستشفى. ولكن يجب علينا أن نضع في اعتبارنا سن المريض وطبيعة العمل والضغط النفسي الذي يتعرض له المريض وأيضاً الحالة المادية والاجتماعية للمريض. هذا طبعاً بالإضافة إلى حالة القلب ووظيفته بعد استقرار الجلطة.