أخلاقه الكريمة
لقد جمع الله لرسول الله الكريم بين حسن الخلقوحسن الخلق، حيث يحبه كل من رآه، ويألفه كل من عاشره، وكفاه شرفا أن اللهمدحه بحسن خلقه في القرآن الكريم، فقال سبحانه: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍعَظِيمٍ} (القلم:4)، وقد تحدث صحابته الكرام عن أخلاقه الكريمة وشمائلهالجليلة، فلنصغ إلى أحاديثهم عن:
1- كرمه: حيث بلغ من الجود والكرم ما أنسىالعرب حاتم الطائي الذي كانوا يضربون به المثل في تلك الخصلة، فعن جابر بنعبد الله رضي الله عنهما قال: ما سئل رسول الله r شيئا على الإسلام إلاأعطاه، سأله رجل فأعطاه غنما بين جبلين، فأتى الرجل قومه فقال لهم يا قوماسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخاف الفاقة(1).
2- حلمه: المنقطع النظير، فقد جذبه يوماأعرابي جذبة شديدة حتى أثرت في صفحة عنقه، وقال: احمل لي على بعيري هذينمن مال الله الذي عندك، فإنك لا تحمل لي من مالك ومال أبيك، فحلم عليه،ولم يزد أن قال: ((المال مال الله، وأنا عبده، ويقاد منك يا أعرابي مافعلت بي)) فقال الأعرابي لا، فقال النبي ((لم؟)) قال: لأنك لا تكافئالسيئة بالسيئة، فضحك ، ثم أمر أن يحمل له على بعير شعير وعلى آخر تمر(1).
3- حيائه: الفطري الذي لم يحل بينه وبين الحققط، روى الشيخان عن أبي سعيد الخدري t قال: كان رسول الله أشد حياء منالبكر في خدرها، وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه(2).
4- مزاحه: الذي لم يخرجه عن طوره أو يخدش فيفضله، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: استأذن أبو بكر على النبي فسمع صوت عائشة عاليا على رسول الله ، فلما دخل تناولها ليلطمها وقال:ألا أراك ترفعين صوتك على رسول الله، فجعل النبي يحجزه، وخرج أبو بكرمغضبا، فقال رسول الله حين خرج أبو بكر ((كيف رأيتني أنقذتك من الرجل؟))فمكث أبو بكر أياما ثم استأذن على رسول الله فوجدهما قد اصطلحا، فقاللهما: أدخلاني في سلمكما كما أدخلتماني في حربكما، فقال رسول الله (( قد فعلنا قد فعلنا))(3).
5- وفائه: الذي لم بفرق فيه بين الأحياء والأموات، فعن أنس بن مالكقال: كان النبي إذا أتي بهدية قال: ((اذهبوا بها إلى بيت فلانة فإنها كانتصديقة لخديجة، إنها كانت تحب خديجة)).