الســلآم عليكمـ ورحمـة الله تعآلـى وبركآتهـ ،،
التعصب للأشخاص سبب التفرق والضلال
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أيضا: «فمَن جعل شخصًا
من الأشخاص غير رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من أحبّه ووافقه كان من
أهل السّنّة والجماعة ومن خالفه كان من أهل البدعة والفرقة - كما يوجد ذلك
في الطّوائف من اتّباع أئمة في الكلام في الدّين وغير ذلك - كان من أهل
البدع والضّلال والتّفرّق»
[«مجموع الفتاوى» لابن تيمية (3/ 347)].
[b]
من صفات أهل التفرق والاختلاف
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- : «من والى موافقه
وعادى مخالفه وفرق بين جماعة المسلمين وكفر وفسق مخالفه دون موافقه في
مسائل الآراء والاجتهادات ؛ واستحل قتال مخالفه دون موافقه فهؤلاء من أهل
التفرق والاختلافات»
[«مجموع الفتاوى» ابن تيميّة (3/ 349)]
ليس الشّأن أن تحبّ، إنّما الشّأن أن يحبَّك الله باتّباعك نبيّه
قال
ابن كثير رحمه الله عند تفسير قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ
اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [آل عمران: 31]
«هذه
الآيةُ الكريمةُ حاكمةٌ على كلِّ من ادّعى محبّةَ اللهِ وليس هو على
الطّريقةِ المحمّديّةِ؛ فإنّه كاذبٌ في دعواه في نفسِ الأمرِ حتّى يتّبعَ
الشّرعَ المحمّديَّ والدّينَ النّبويَّ في جميعِ أقوالِه وأحوالِه؛ كما ثبت
في الصّحيح عن رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّم أنّه قال: «[b]مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ »
ولهذا قال: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي
يُحْبِبْكُمُ اللهُ﴾ أي: يحصلْ لكم فوق ما طلبْتم من محبّتِكم إيّاه، وهو
محبّتُه إيّاكم، وهو أعظمُ من الأوّلِ، كما قال بعضُ الحكماءِ العلماءِ:
«ليس الشّأنُ أن تحبَّ، إنّما الشّأنُ أن تُحَبَّ»، وقال الحسنُ البصريُّ
وغيرُه من السّلفِ: زعم قومٌ أنّهم يحبّون اللهَ فابتلاهم اللهُ بهذه
الآيةِ، فقال: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي
يُحْبِبْكُمُ اللهُ﴾».
[«تفسير القرآن العظيم» ابن كثير (1/ 340)]
لزوم مجانبة الجهل والظلم
«ومعلومٌ
أنّا إذا تكلّمْنا فيمن دون الصّحابةِ مثل الملوكِ المختلفين على الملكِ،
والعلماءِ والمشايخِ المختلفين في العلمِ والدينِ؛ وجب أن يكونَ الكلامُ
بعلمٍ وعدلٍ، لا بجهل وظلم؛ فإنَّ العدلَ واجبٌ لكلِّ أحدٍ على كلِّ أحدٍ
في كلِّ حالٍ، والظّلمَ محرّمٌ مطلقًا لا يُباح قطُّ بحالٍ، قال اللهُ
تعالى: ﴿وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [المائدة:8]،
وهذه الآيةُ نزلتْ بسببِ بُغْضِهم للكفّارِ، وهو بغضٌ مأمورٌ به، فإذا كان
البغضُ الذي أمر اللهُ به قد نُهي صاحبُه أن يظلمَ من أبغضه؛ فكيف في بغضِ
مسلمٍ بتأويلٍ وشبهةٍ أو بهوى نفسٍ؟!! فهو أحقُّ ألاّ يُظْلَم، بل يُعدلُ
عليه... »
[«منهاج السّنّة» ابن تيميّة (5/ 126-127)]
طهارة قلوب أولي الألباب مِن بغضِ خيار المؤمنين من الأصحاب
قال شيخ الإسلام ابن تيميّة في أوّل ردّه على ابن مطهّر الحِلّيّ الرّافضيّ الإماميّ:
«وَهَذَا
الْمُصَنِّفُ سَمَّى كِتَابَهُ «مِنْهَاجَ الْكَرَامَةِ فِي مَعْرِفَةِ
الإِمَامَةِ»، وَهُوَ خَلِيقٌ بِأَنْ يُسَمَّى «مِنْهَاجَ النَّدَامَةِ»،
كَمَا أَنَّ مَنِ ادَّعَى الطَّهَارَةَ وَهُوَ مِنَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ
اللهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ، بَلْ مِنْ أَهْلِ الْجِبْتِ
وَالطَّاغُوتِ وَالنِّفَاقِ؛ كَانَ وَصْفُهُ بِالنَّجَاسَةِ وَالتَّكْدِيرِ
أَوْلَى مِنْ وَصْفِهِ بِالتَّطْهِيرِ، وَمِنْ أَعْظَمِ خَبَثِ الْقُلُوبِ
أَنْ يَكُونَ فِي قَلْبِ الْعَبْدِ غِلٌّ لِخِيَارِ الْمُؤْمِنِينَ
وَسَادَاتِ أَوْلِيَاءِ اللهِ بَعْدَ النَّبِيِّينَ، وَلِهَذَا لَمْ
يَجْعَلِ اللهُ تَعَالَى فِي الْفَيْءِ نَصِيبًا لِمَنْ بَعْدَهُمْ إِلاَّ
الَّذِينَ يَقُولُونَ: ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ
سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ
آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [سُورَةُ الْحَشْرِ: 10].
[«منهاج السّنّة النبويّة» ابن تيميّة (1/ 14)]
نصيحة نافعة ووصية جامعة
«اعلموا
جعلكم الله من وعاة العلم، ورزقكم حلاوة الإدراك والفهم، وجملكم بعزة
الاتباع، وجنبكم ذلة الابتداع، أنّ الواجب على كلّ مسلم في كلّ مكان وزمان
أن يعتقد عقدا يتشربه قلبه وتسكن له نفسه وينشرح له صدره، ويلهج به لسانه،
وتنبني عليه أعماله، أنّ دين الله تعالى من عقائد الإيمان، وقواعد الإسلام،
وطرائق الإحسان إنّما هو في القرآن والسنة الثابتة الصحيحة وعمل السلف
الصالح من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين وأنّ
كلّ ما خرج عن هذه الأصول ولم يحظ لديها بالقبول- قولا كان أو عملا أو
عقدا أو احتمالا فإنّه باطل من أصله -مردود على صاحبه كائنا من كان في كلّ
زمان ومكان- فاحفظوها واعملوا بها تهتدوا وترشدوا إن شاء الله تعالى، فقد
تضافرت عليها الأدلة -من الكتاب والسنة-، وأقوال أساطين الملة -من علماء الأمصار- وأئمة الأقطار -وشيوخ الزهد الأخيار- وهي لعمر الحق لا يقبلها إلاّ أهل الدين والإيمان- ولا يردها إلاّ أهل الزيغ والبهتان»
[«آثار الإمام ابن باديس» ابن باديس (3/ 222) ]
التعليم السني السلفي
«وقال
الإمام ابن حزم في كتاب الإحكام -وهو يتحدث عن السلف الصالح كيف كانوا
يتعلمون الدين-: «كان أهل هذه القرون الفاضلة المحمودة -يعني القرون
الثلاثة- يطلبون حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم والفقه في القرآن،
ويرحلون في ذلك إلى البلاد، فإن وجدوا حديثا عنه عليه السلام عملوا به
واعتقدوه»، ومن راجع كتاب العلم من صحيح البخاري ووقف على كتاب جامع العلم
للإمام ابن عبد البر -عصري ابن حزم وبلديه وصديقه- عرف من الشواهد على
سيرتهم تلك شيئا كثيرا.
هذا هو التعليم الديني السني السلفي، فأين منه تعليمنا نحن اليوم وقبل اليوم منذ قرون وقرون؟»