قال أحد أقارب الرئيس الراحل هواري بومدين، وهو خاله السيد علي بوهزيلة، إنه كان رجلا متدينا ينحدر من أسرة محافظة، يحب كثـيرا أن يلتئم شمل عائلته. أكله كان نسخة مطابقة لأكل سكان البدو، يحب ''الكسرة رخسيس'' كثـيرا، وزيت الزيتون واللبن، ولم يكن شرها. وفي وقته، كانت البطاطا حكرا على العائلات الميسورة الحال فقط.
يقول بوهزيلة الذي زارته ''الخبر''، إن الرئيس الراحل الذي حفظ القرآن الكريم في صغره، هو ''ابن عرش''، وهذه ميزة يشهد بها الجميع، كما أنها سمة مميزة للشعب الجزائري الذي لم تستطع فرنسا أن تسلخه عن دينه، وهذا ما جعل عائلته على غرار باقي العائلات، محافظة وتحرص على أن تكون ''عائلة كبيرة'' بحكم ''اللمة'' التي تضم الوالدة، الأب وشقيقاته وبناتهن، حيث حرص على أن تجتمع في سائر أيام السنة، خاصة في شهر رمضان، الذي تستقبله العائلة بفرح كبير رغم حالة العوز التي كانت تشكو منها.
وظل الرئيس، حسب السيد بوهزيلة، متشبثـا بأكل البادية، حيث يحب كثـيرا ''الكسرة رخسيس''، اللبن، زيت الزيتون والأرضي شوك (القرنون). وفي رمضان، لم تكن له خصوصية، وحياته مساوية لباقي المواطنين، وحتى في الأيام التي يكون فيها لوحده، يقوم بعض الجنود منهم البشير، بوزيد أو الحاج بالطهي، وكان يأكل مما يحضرونه بلا رقيب، وكان منزله يتوفر على ثـلاجة صغيرة يستخدمها الجميع.
وأضاف السيد بوهزيلة أن وقت زمان كان صعبا للغاية على كل العائلات الجزائرية، ومنهم عائلة الرئيس بومدين، حيث تقتصر حياتهم على الكسكسي، المحمصة. وميزة العائلات الجزائرية قديما أنها تحضر ما يعرف بـ''عولة العام'' في الصيف، والتي تستهلك على مدار السنة. وكانت أفضل العائلات تحضر ''البطاطا'' التي يغرسها أفرادها بأنفسهم، إضافة إلى حليب الغنم وزيت الزيتون، وكلها مواد توفرها العائلة من جهدها ومما تتوفر عليه من قطع أرضية أو ماشية، وهو ما يناقض الوقت الحالي، حيث كل الناس ينعمون تقريبا بالخيرات.